الثلاثاء، 7 فبراير 2017

لم يَكُ شيئا


انت لا تحسن الواقع .. لكنك لست سوى نقطة ضوء في ظلام .. تشعلها الدهشة .. لا تغني ولا تسمن من جوع .. ان تلهث خلف نارك وانت في احلك نقطة ممكنة .. أمل .. لكن .. لكن ما الامل .. سوى فكرة .. تخبو اذا ما استحالت .. 
لست انت .. ولست غيرك ... تبحث عن ما يمكن ان يعيد اليك الرمق وسط هذا السعير المحتدم واقعا من جليد .. وسعيا لتوفير رغيف يسهم في ترميم ما تبقى منك ليوم آخر ..
وان ابدت لك الايام ما كنت عالما .. لوشحوك بالسواد .. لكن الاناء لن ينضح الا بما حوى .. والاناء لا ينبئ عن لون ولا رائحة .. مِلئُنا الصمت .. وحالة الترتيل خلف الكاهن  .. فما قال قلنا وما اراد كنا .. نحن تلك الابجدية التي ما ان تبدأ حتى تنتهي .. لتعيد نفسها مع كل اشراقة شمس  . الشمس .. وجع المرابض على ناصية حلمه و اكسير البسمة بما يمكن ان يكون .. الشمس  .. دلال الله .. ودليله
"قال كذلك قال ربك هو عليّ هيّن .. وقد خلقتك من قبل ولم تَكُ شيئا" 
ولم نكُ شيئا .. ولم يكُ شيئا ..


السبت، 28 يناير 2017

ملامح على صفحة الثلج



 هدّه التعب؟!  .. ولا عم بحاول يلاقي صوره لحاله عالثلج .. تذكره بما كان او سيكون .. صوره قديمه تذكره بحاله لما كانت الايام الها طعم .. لما كانت امه تستنى رجعته عباب البيت وتقله ليش متأخر؟! فوت غسل واقعد تعشى مع خوانك .. خواني ؟! من عشرين سنة ما شفتهم .. كل واحد فيهم شاف حياته .. تركوني بدور عحالي بين الشوارع وورق الشجر وبقايا عشا مترف .. بكل شارع بشوف صورة لحالي .. حالي اللي كنتها قبل ما تكبر فيي الدنيا .. صوري بدون ملامح .. بدون تفاصيل .. صور لوجه جامد .. ضايع ومضيع حنينه لاي اشي .. مع انه ذكرياته بسيطه .. ذكرياته عبارة عن مجرد تفاصيل يومية تافهة لا تذكر بحياة اي واحد فيكم كاسة شاي ابوي بعد يوم عمل مضني .. ذكرى .. 
سطل غسيل امي اللي كانت تعتبره احدى اهم اصولنا الثابتة .. ذكرى .. 
ثرثرات جارتنا عن لبس اخوي اللي دايما وسخ .. ذكرى .. 
البسة اللي طعميتها .. وخمشتني .. ذكرى .. 
اللي زيي .. عايش على تراكم الذكريات .. او بالاحرى .. كانت عايشه عليه ...
بتذكر وانا بالصفوف الاولى بالمدرسة .. احدى المدارس البالية اللي خُصصت مش مشان تعلمنا .. بس مشان تذكرنا .. انه في آخر المطاف الحياه مقسّمة .. في ناس فوق وراح تضل فوق .. وفي ناس تحت وراح تضل تحت ... كان استاذ العربي ابو قميص أحمر .. يضل يحكيلنا .. يا ولاد .. عمركم ما تطلعوا على اللقمة اللي بثم غيركم .. بتتعبوا .. مات استاذنا بنوبة حنين حادة .. للقمته اللي بثم غيره ..
عمري ما حسدت حدا على اللي عنده.. عمري ما رفعت عيني عالسما وقلت يا رب ليش انا .. كنت احكي بس يارب .. واكتفي .. اقول الا ما ييجي يوم وتعيد الحياه ترتيب الادوار فيها .. ربنا مستحيل ينسى .. حدا .. طالت الايام ومشيت وعداد العمر قرب يخلص وانا منسي .. صرت اشك اني اصلا (حدا) .. اني مجرد اشي عالهامش .. بس لا لا .. وسع كل شيء علمه ..

اقرب حدا الي ؟؟! قلي شو اقرب اشي الك ؟؟ بقلك مكنستي .. بتفكروها مجرد مكنسة ؟! ما بلومك .. هاي المكنسة عالم .. شخصيات .. وتناقضات .. مرات بشوفها وبحكي معها باعتبارها عمي اللي ضل ورا ابوي مشان اترك دراستي واشوفلي شغله تساعده بمصاريف الدار .. بعاتبها وبلف وجهي عنها .. ومرات بشوفها حبيبتي .. بنت جارتنا اللي اهلي وعدوني انه بنهاية سنة ما من السنوات اللي ماتت راح يخطبولي اياها .. كذبوا علي .. وكمان ما بلومهم .. بحياة زي حياتنا ما بيزبط نتمنى .. احنا بس بنستنا الحياة تمدلنا ايديها وتجود علينا حتى ولو بفتات .. فتات يفتحلنا ولو ثقب صغير نرجع نشوف منه ضو الشمس .. الشمس !! حنونه علي زي ايدين امي عجبيني وانا مريض .. 

لو رجعت فيي الايام ؟؟ ما بطلب منها اشي غير انها  تستنى شوي علي خليني احفظ ملامح وجه ابوي واشم ريحة ايدين امي .. أكثر 

بس مش مشكلة .. هيني هون .. ما بتعرف ممكن الحياة عم تعطيني فرصة .. فرصة لحتى الاقي ملامحي على صفحة الثلج .. 

الخميس، 26 يناير 2017

حالة قداسة

شو الوطن ... بعيدا عن تعريف السياسة والجغرافيا والقانون وجميع المحاولات العلمية اللي بتحاول تحدد الوطن ضمن اطار جامد بيسلب المعنى وبيوئِد الروح, محاولاتك لتعريف الوطن.. وطنك .. مرهونة فيك .. بجميع اختلاجاتك ومدخلاتك من لما كنت مجرد فكرة, لحد اللحظة اللي بتحاول فيها تطلع بفكرتك عن الوطن .. قد تصل الى مفهومك بريحة عشب نيسان باحدى قرى الشمال .. او ممكن تنولد الفكرة .. فكرة الوطن .. وانت عم تتنفس هوا الجنوب .. الوطن مش حاله علمية .. الوطن حال قداسة وحنين وحب ورائحة ونفس .. الوطن هو جمعة ختيارية عباب دكانة بيذكروا بعض بقصص قديمة .. والوطن هو استشعارك بالامل لما تشوف امك على سجادة صلاتها وانت متأكد انها عم تدعيلك .. الوطن انك تعرف اسم عامل النظافة بحارتك وتستفقدوا لما يغيب .. الوطن هو بنت واقفة على ناصية شارع بتستنى صاحبتها عشان تحكيلها انها حلمت ..  فيه .. والوطن تجلي الاصوات بعز الشتا والمي عم بتلعب عسطوح البيوت .. الوطن هو أبوك اللي رسمت الحياة على وجهه كل تناقضات الدنيا .. 

عبث .. كل المحاولات مجرد عبث

الوطن ما بيتعرف .. الوطن حالة قداسة .. بتنحس