الخميس، 2 يونيو 2016

إحترام الممر .. واجب



وتكون الاجواء غدا مغبرة وحارة جدا نتيجة مرتفع قادم عبر صحراء النقب .. وتنصح المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين الكرام  بعدم الخروج أو التعرض لأشعة الشمس وذلك حرصا على سلامتهم

______________

هذا كان آخر شي سمعته على لسان مقدم الأخبار على احد قنوات التلفزة المحلية قبل ما تطفي سيجارتك بايدك الشمال .. والتلفزيون بايدك اليمين .. وتتوجه على تختك .. تحرص على اطفاء جميع الأضوية المشتعلة في المنزل(فاتورة الكهربا الشهر الماضي كانت لا دين لها) .. المنطقة الواقعة بين غرفة الجلوس وغرفة النوم .. منطقة رمادية بالنسبة الك .. لا مكان فيها للأسود البحت أو الأبيض البحت .. كل هذا ما بعني انك اثناء تواجدك في غرفة الجلوس ما بتكون بتفكر تروح تلقي نفسك في جنة الأحلام المتمثلة عندك بغرفة النوم .. والعكس صحيح .. تواجدك في غرفة النوم لا يعني فصل عقلك تماما عن وحل الواقع المتمثل عندك بغرفة الجلوس .. الشعور في ذلك الممر الفاصل بين الغرفتين .. هو الحياد المطلق .. بتحس الممر عبارة عن فجوة زمكانية بتجردك من كل كوابيسك وأحلامك .. الممر .. هو تلك اللحظه اللي بتشعر فيها انك بلا اسم .. بلا هوية .. بلامرجعيات .. بلا هموم .. (صار فلسفي الموضوع) .. معالم الممر حيادية بعض الشيء .. دايما الممرات بتكون آخر اهتماماتنا .. بتقدر تحكي انه في 99% من الحالات .. الاشي اللي ما الو محل  في غرفة القعده او غرفة النوم او غرفة الضيوف .. بينحط اوتوماتيكلي بالممر .. بتعبير ادق .. أي قطعة .. بلا معلم واضح وهوية بارزة .. مكانه التلقائي هو الممر .. لوحة متوسطة العمر لطفلة بتبيع ورد على رصيف احدى شوارع اوروبا المبهرة .. فانوس اعطتك اياه عمتك هدية واستحيت تفشلها .. سجادة لونها لا يمت بصلة لأي شي من ديكورات بيتك .. مجسم غريب لرجل كبير بالسن صافن بالسما جابلك اياه صاحبك بأخر سفرة اله .. وكل الممر هيك .. تراكمات لاشياء متناقضة جدا .. و هي الوظيفة الاساسية للممر .. الجمع بين الأشياء .. هناك .. وهناك بس .. بتصير للاشياء معالم اوضح ودلاليات اعظم .. بيصير في حلقة تواصل بين كل جزئية على الرغم من حجم التنافر المهول اذا اخذت كل قطعه على حدة .. الناس بتظلم الممرات .. المهم .. الفيلسوف اللي جواتك بينولد بممر .. فاحترم الممرات ..

الحكمة .. مش في الوجهة .. الحكمة في الطريق  

     


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق